من طرف الاميرال الإثنين أكتوبر 17, 2011 2:57 am
بقي امتحان واحد ، الامتحان الاخير و من بعده التخرج . هذا ما كنت أقوله و بفرحة غامرة لكل من يسألني . دخلت قاعة الامتحان و أنا لا أحمل أية احاسيس محددة و ما إن أمسكت ورقة الامتحان حتى بدا لي أنني أستمع إلى صوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد – رحمه الله – يتلو قوله تعالى : " ألم نشرح لك صدرك ....." و يبدو أنني بعد أن انهيت الامتحان صحوت و وجدتني اعيش لحظات عجيبة. نظرت الى استاذي الفاضل الدكتور توفيق يوسف حفظه الله تعالى فتفجرت من قلبي مشاعر الاعتزاز و الاحترام و التقدير له و لاساتذتي الكرام جميعا الذين كان لهم الفضل – بعد الله تعالى – في تعليمي و اعدادي للحياة.
بدأت اصابعي و بكل رفق و حنان تتحسس اطراف مقعدي و تسرح نظراتي في كل ارجاء القاعة كأنها تصورها لتحتفظ بذكراها للقادم من الايام. و حين خرجت قبضت على غصن شجرة بكل الرفق و الحنان كذلك ثم على حفنة تراب شممت فيها رائحة المسك و الطهر و الحب . بدأت عيناي تدوران في كل الزوايا و الاماكن لترى هذا الجمال الرائع الذي تكتشفه لاول مرة ، فلم يعد اي شيء يبدو عاديا كما كان من قبل. و رحت اسير ذاهلا تائها هائما اكتشف بهاء الشوارع و المباني و الحدائق
و استغرب كيف اني لم اكن احس بهذا الجمال من قبل.
عند برج الساعة و قفت و رحت اسائل نفسي : لماذا اشعر الان بكل هذا الحب الذي يتدفق جبارا قويا جارفا ؟ ألم يكن موجودا من قبل ؟ لماذا لا أريد ان اتحرك من هذا المكان ؟ و لماذا اشعر بأن الحياة ستفارقني ان فارقته ؟ عفوك يا الله ! لماذا لا ندرك قيمة الحب و الوفاء الا في لحظات الوداع؟ اصرخ بكل نبضة في القلب و بكل ذرة صادقة في الضمير و بكل همسة حالمة في روح : أحبك جامعتي .
لم أفق ساعتها إلا على صوت صديقتي و رفيقتي في الجامعة الشاعرة رندة حداد و هي تمسح دمعات بللت خدي و هي تشعر بمثل ما كنت أشعر به قائلة : " نعم يا صديقي. انها لحظات الوداع الصعبة. " و نحن نعيش الآن لحظات من الحب بكل صدق و شفافية و عفوية. ولكن ما يخفف اللوعة أنني كنت و رندة باقيين على عهد الحب و الوفاء ما بقيت فينا الحياة. و عدنا نتبادل مسح دموع الالم و الامل و الفرح.