من طرف الاميرال الإثنين أكتوبر 17, 2011 2:27 am
إنها قصة واقعية حقا و أحداثها جرت قبل ما يزيد عن 20 عاما ولكنها أثارت إعجابي و رأيت أن علي أن أخبركم تفاصيلها كاملة. إنها قصة التاجر الكويتي عبد الله هدي الذي جرت له هذه القصة لتبين قدرة الله تعالى على الايقاع بالكاذبين و المحتالين ، و اسمحوا لي أن أسرد أحداثها باللغة الفصحى و باللهجة الكويتية في آن واحد .
يقول الرجل:كنت في السوق في متجري قبيل بدء شهر رمضان و لم يكن هناك أحد غيري و كان الجو حارا ،فإذا بشاب يأتي إلي و هو يلهث من شدة الحر ، ثم قال لي : يا أخي يرحم الله والديك. أنا أعرف صاحب هذا الدكان و صاحب هذا الدكان و أخذ يعددهم . و أنا آتيهم قبيل شهر رمضان من كل عام لأقترض منهم مالا لمؤونة شهر رمضان ، ولكنني أتيت اليوم متأخر وليس في السوق غيرك ،فهلا أقرضتني مبلغا من المال لكي أتزوج في شهر رمضان ؟ و أنت تعرف أن شهر رمضان آت و المصاريف و إلخ و أخذ يعدد له. و هذا هو رقمي ، فأنا شرطي في مخفر الفروانية فما عليك إلا ترن علي فآتيك و أسدد هذا الدين.
قال له التاجر:و كم يلزمك لتسديد هذا الدين ؟ قال : بس شهر رمضان و بعده آتيك و أسدد هذا الدين . فأعطاه التاجر ما اراد و أخذ منه رقم المخفر.
يقول الرجل : و مر شهر رمضان و لم يأت فقال لعل مصاريف العيد هي التي منعته من تسديد هذا الدين. فانتظر حتى مر العيد و مر شهر شوال و كل يوم و الرجل لم يأت. فقال التاجر: لم لا أتصل بالمخفر ؟ لعل الرجل نسي فأذكره. فبحث عن الرقم بين الأوراق فوجده و اتصل.
- السلام عليكم
- هلا ( كما هو معروف فإن رد رجال الشرطة دائما جافي إلا من رحم الله و ذلك لكثرة ما تأتيهم من مشاكل) وش تبي ؟
- فلان بن فلان عندكم ( و المقصود به الرجل المدين )
- ايه عندنا. وش تبي فيه ؟
- يا ابن الحلال روح قله فلان يبيك.
- أناديه؟ هو في النظارة عندنا محبوس. شلون أناديه ؟ هذا مجرم.
- بس هو يقول انه شرطي.
- أبد ، هذا مو شرطي ، هذا من أهل الجهرة ( السوء) نصاب حيال يحتال على الناس و ينصب عليهم و ضبط بالجرم المشهود و حبسناه و بكرة راح نوديه للنيابة.
- قال التاجر : شيء عجيب .
يقول الرجل : فركبت سيارتي لأتابع القضية و دخلت المخفر فاستقبلني الضابط احسن استقبال و قال ما الذي جاء بك ؟ فأخبرته القصة
قال: فوضع الضابط يديه على رأسه و قال : الله أكبر . و الله يا حج غدا سنرسله الى النيابة و هذا ليس من الشرطة و لا من موظفي المخفر بل هو من أهل الجهرة و أعطاك هذا الرقم حتى يبعدك عن منطقته لكن أبى الله إلا أن يحقق له ما قال
هذا الرجل ما اراد انه يتسلى بإعطاء التاجر رقم المخفر . فالله سبحانه و تعالى كشفه لسوء نيته و ارتكب سرقة في ذلك اليوم و ألقوا القبض عليه و حبسوه في المخفر فوجده صاحب المال كما قال
يقول التاجر : أدخلوه علي فأحضروه من النظارة و قال له الضابط : تعرف هذا ؟
فلما نظر الي تغير وجهه و قال: نعم ، هذا ابن حلال جزاه الله خير. أعطاني معونة ، قرض ، حسنة
فقال له الضابط : و ليه كذبت عليه ؟ فقال: و الله من سوء نيتي أردت أن أبعده عن منطقتي و أعطيته هذا الرقم وقلت له استهزاء و سخرية به و ظننته من المغفلين ، فإذا الله سبحانه و تعالى يوقعني في سوء فعلي
يقول التاجر: خلاص اعيدوه الى نظارته لكي يأخذ القانون مجراه و تركت المال له و اكتفيت بدفاع الله عني و نصرة نيتي الصادقة و تبين لي خذلان نية هذا الانسان و كيف ان الله كشفه و فضحه و حقق له كا قال
فليحذر الانسان من زلقات اللسان ، فإن كل بلاء مركون في المنطق ( أي في نطق الانسان ) و رب كلمة قالت لصاحبها : دعني دعني لا تتكلم بي فإن حتفك بي و أنت لا تدري .
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
