من طرف الاميرال الأحد أكتوبر 16, 2011 8:01 pm
( المشهد الرابع )
( يضاء المسرح ، حيث يظهر بيت عائلة جونسون من الداخل . يطرق الباب فتأتي خادمة تدعى جولي لتفتحه ، فترى أن القادم هو مايكل )
مايكل : مساء الخير يا جولي .
جولي ( متعجبة ) : حييت مساء يا سيدي . حمدا لله على شفائك .
مايكل : أشكرك . بالمناسبة ، أين كاترين ؟
جولي : إنها في الداخل ، يمكنك أن تنتظرها هنا .
مايكل : أرجو ألا تبطئي ؛ فإنني مشتاق لرؤيتها .
جولي : حسنا يا سيدي ، تفضل بالجلوس .
( يجلس مايكل ، و بعد قليل يطرق الباب ، فتأتي جولي و تفتحه ، ويتبين أن القادم هو السيد تشارلز جونسون ) .
تشارلز : مساء الخير .
جولي : مساء الخير يا سيدي .
تشارلز : أين كاترين ؟
جولي : إنها في غرفتها يا سيدي .
تشارلز : حسنا ، هل من جديد ؟
جولي : لقد جاء للتو ضيف يريد رؤية ابنتك يا سيدي .
تشارلز : لعله برايان .
جولي : كلا يا سيدي ، إنه السيد مايكل مارتن .
تشارلز ( غاضبا ) : ماذا ؟ و لم أدخلته ؟ اذهبي الآن و سأتصرف معك فيما بعد .( يتوجه إلى مايكل حيث يقف أمامه غاضبا) بأي حق تدخل بيتي هذا ؟ ألم أنذرك بألا تدخله ؟
مايكل : يبدو لي أن عقلك المريض لم يستوعب شيئا بعد .
تشارلز : كف عن إهانتي و استفزازي و أجبني الآن ، بأي حق تدخل بيتي؟
مايكل : لأنني خطيب ابنتك ، وليس من حقك أن تمنعني من رؤيتها .
تشارلز : أتصر على ذلك ؟
مايكل : نعم ، إنها لي بذلك العهد الذي بيني و بينها .
تشارلز : استمع إلي جيدا ، لا حق لك في المجيء إلى هنا .
مايكل : بلى ، لي الحق في ذلك .
تشارلز : من الأفضل لك أن ترحل الآن و إلا .......
مايكل ( و هو ينهض ) : و إلا ماذا ؟
تشارلز ( مذهولا ) : كيف حصل هذا ؟
مايكل : أتذكر ذلك اليوم الذي تحديتني فيه بشماتتك الحقيرة ؟ لقد زعمت يومئذ أنني سأظل مقيدا على كرسيي المتحرك ، ولكن هيهات ؛ فإن ما قلته عني لم يكن إلا هراء .
تشارلز ( بحنق ) : ابرح هذا المكان حالا ، و لا تجبرني على إيلامك مرة أخرى .
مايكل : أظننت أنك آلمتني و غرست خنجرك القذر في قلبي ؟ كلا ، إن حسبت ذلك فأنت مخطىء ؛ لأنك لن تبلغ هدفك الذي تريده .
تشارلز : بل أستطيع .
مايكل : لا أبالي ؛ فأنت كاذب تثير الشفقة .
تشارلز : قل ما أحببت ؛ فلن تعود إليك كاترين .
مايكل : ماذا تقول ؟
تشارلز : ما سمعته الآن .
مايكل : لا شك في أنك تهذي .
تشارلز : لن أكذب عليك ، و سل كاترين تخبرك الحقيقة بلسانها لا بلساني.
مايكل : حقيقة ماذا ؟
تشارلز : مهلا ، سأطلب كاترين حتى تخبرك إن كنت صادقا أم كاذبا . ( ينادي جولي فتأتي إليه ) اذهبي في الحال إلى كاترين و أخبريها بأنني أريدها . ( تذهب جولي )
مايكل : إن تصرفاتك تمرضني ، و مهما حاولت فلن تستطيع تمزيق حبي لكاترين كما تمزق بيديك ورقك الرخيص . ( تأتي كاترين في هذه اللحظة فيسر مايكل ) ها أنت إذن يا عزيزتي . لقد عانيت ثلاثة أشهر دون أن أنظر في وجهك المشرق . ( تبتعد عنه كاترين و في وجهها نبرات حزن عميق ) ما هذا الذي تفعلينه يا كاترين ؟ لماذا لا تنظرين إلي ؟
تشارلز ( ساخرا) : انظري إلى خطيبك السابق يا كاترين وأخبريه الحقيقة .
مايكل : خطيبها السابق ؟ ما الذي تعنيه ؟
تشارلز : سترى الآن .
مايكل ( مخاطبا كاترين ) : ما الأمر يا عزيزتي ؟ قولي شيئا .
تشارلز ( ضاحكا بسخرية ) : هيا أخبريه .
كاترين : إنني ............. إنني في الحقيقة ..........
مايكل : إنك ماذا ؟ ما الأمر ؟
كاترين : إنني لا أريدك أن تتألم يا مايكل .
مايكل : و هل سأتألم حقا ؟ كلا ، إنني سأفرح عندما يأتي اليوم السعيد الذي ستزفين فيه إلي .
كاترين : كلا ، لن يأتي هذا اليوم أبدا .
تشارلز ( بسخرية ) : أرأيت أيها المستهتر ؟
مايكل ( مضطربا ) : ما الخطب يا كاترين ؟ أخبريني؛ إن قلبي ليوشك أن يتفطر . ( تصمت كاترين ، عندئذ يصرخ مايكل ) أخبريني ما الأمر ؟
كاترين ( حزينة ) : لا أستطيع .
مايكل : بل تستطيعين ، هيا أخبريني .
كاترين ( بحزن و ألم ) : تلك هي إرادة الله ، أن نفترق إلى الأبد .
مايكل ( صارخا ) : ماذا ؟
كاترين : لن نكون معا يا مايكل .
مايكل : و لماذا ؟
كاترين : لقد جاءنا قبل أسبوع صديق عزيز علي و خطبني من أبي ، و سنتزوج قريبا .
مايكل : هذا كذب ........ أنا لا أصدقك .
كاترين : كلا ، إنها الحقيقة ، و لقد رضيت به طائعة .
مايكل : لا أصدق ما أسمعه الآن ؛ أنت تكذبين يا كاترين.( ينظر بغضب إلى تشارلز ) أنت من أجبرها على أن تتركني .
تشارلز : لا .
مايكل : ماذا تعني ؟
تشارلز : ألم تعلم أنني اتفقت مسبقا مع أبيك على إنهاء خطبتك من كاترين ؟ ( يبرز خاتم الخطبة) هذا هو خاتمك ، خذه إن شئت.
مايكل : ضعه في أصبع كاترين كما نزعته .
تشارلز( بسخرية) : ولم؟ من العار علي أن أضع خاتما آخر في أصبع ابنتي .
مايكل ( مصدوما ) : ما الذي تقوله ؟
تشارلز : تقدمي إليه يا ابنتي و أريه خاتم خطبتك الجديد . ( ما إن يراه مايكل حتى يثور غاضبا، فيمسك تشارلز من تلابيب معطفه)
مايكل ( غاضبا ) : أنت السبب أيها النذل ؛ أنت من يريد انتزاع روحي بيديك القذرتين . إنني لا أدري كيف تحمل قلبا أسود بغيضا لي الحق في أن أدوسه بقدمي هذه.( يحاول تشارلزعبثا الخلاص منه )
تشارلز : اتركني أيها الوقح ، اتركني .
مايكل : بل أنت الحقير الذي يحاول التفريق بيني وبين من أحب . و لولا أن كاترين لحطمتك كالزجاج . ( تحول كاترين بينهما ) .
كاترين ( مخاطبة مايكل بحدة ) : عليك ألا تلمس أبي مطلقا يا مايكل .
مايكل : سأفعل ذلك من أجلك يا كاترين .
كاترين : اسمعني يا مايكل ، إن أبي على حق .
مايكل : كلا ، إنه شيطان كاذب .
كاترين : كف عن شتائمك يا مايكل .
مايكل ( مخاطبا كاترين ) : أتريدينني أن أموت قهرا ؟ إنه يريد بكذبه أن يحول بيننا .
كاترين : كلا ، إن أبي لا يكذب .
مايكل : ولكنه تمادى يا كاترين .
كاترين ( غاضبة ) : بل أنت الذي تماديت يا مايكل .
مايكل : هذا غير معقول . أتقولين هذا لي ؟
كاترين : نعم . و الآن اخرج ولا تعد إلى هنا ثانية .
مايكل : كلا ، لا تفعلي يا كاترين . ( تصفعه ) .
كاترين : إنني أعني ما أقوله . اتركنا الآن و إلى الأبد .
( ينظر إليها مايكل بضع دقائق و هو صامت حزين ) .
مايكل : أهذه هي النهاية يا كاترين ؟ حسنا ، ولكن عليك أن تعلمي أن قلبي لن يحمل سوى حبك .( يحمل قبعته ثم يغادر ) .
تشارلز ( فرحا ) : كم أنت يا رائعة يا ابنتي ! لقد عرفت كيف تكسرين غروره .
كاترين ( بحزن ) : لا يا أبي ؛ ما هو بمغرور ، بل هو صادق .
تشارلز : ماذا تقولين ؟ ( تنظر إليه كاترين بحدة ) .
كاترين : الحق أنك أنت من سبب له الحزن و الأسى . أما أنا ، فلن أغفر لنفسي أبدا حين صفعته بهذه اليد الأثيمة . نعم ، لن أغفر لنفسي . ( تخرج و هي تبكي )
[center]( انتهى المشهد الرابع )
[/center]