من طرف الاميرال الأحد أكتوبر 16, 2011 7:59 pm
( المشهد الثالث )
( يضاء المسرح ، حيث يكون مايكل في غرفته وحده و هو حزين متألم . يتناول قلما و يكتب في دفتر ما بضع كلمات . يضع القلم جانبا و يغلق الدفتر ليفكر صامتا . في هذه اللحظة يطرق الباب )
مايكل : لا أريد أن أرى أحدا ، إليكم عني .
جون : افتح الباب يا مايكل ؛ أريد أن أكلمك .
مايكل : من أنت ؟
جون : إنه أنا يا مايكل .
مايكل : هذا أنت يا أخي العزيز ؟ بإمكانك الدخول ؛ فالباب غير مقفل .( يدخل جون ، حيث يتوجه إلى أخيه و يحتضنه مواسيا ) .
جون : تحل بالصبر يا أخي الحبيب و كن على ثقة بأن كاترين ستعود إليك.
مايكل ( حزينا ) : لولا هذه الإصابة اللعينة التي حلت بي لكنت الآن حرا معها .
جون : لا تقل ذلك يا مايكل ؛ فما زال لديك أمل .
مايكل ( متألما ) : لقد خسرت حياتي يا أخي العزيز ، و سأمكث في هذه الغرفة حتى أموت .
جون : لا يا مايكل ، اصبر و انس أنك مصاب .
مايكل : كلا يا جون ، أريد البقاء منعزلا عن هذا العالم . أشكرك يا أخي؛ فأنت من وقف بجانبي في تلك اللحظة العصيبة ، ولكن ماذا أقول لك ؟ آه ..... إن حياتي محطمة .
جون : كلا يا مايكل ، أنت شجاع القلب و قادر على هزيمة المستحيل .
مايكل : و كيف ذلك يا جون ؟
جون : ألم تتحد أباها الوغد الذي استفزك و سخر منك ؟ ألم تقف على ساقيك هاتين ؟ لا شك لدي في أنك قادرعلى النهوض بساقيك .
مايكل ( بألم ) : أشك في ذلك .
جون : كلا ، إنك تستطيع . ( ينظر إليه مايكل بدهشة ) .
مايكل : أحقا ما تقوله ؟
جون : دون شك . ( يشد على يد أخيه ) هيا ، فلتحاول يا مايكل .
مايكل : هل أنت جاد في كلامك هذا أم أنك تمازحني ؟
جون : و هل أمازحك ؟ إنني أعني ما أقوله .
مايكل : حسنا . ( ينهض مايكل بصعوبة ، حيث يخطو خطوتين ولكنه يقع )
جون ( و هو يرفعه ) : و مع هذا فلا يأس مع العزيمة و التصميم .
( يتركه جون ، حيث يخطو قرابة خمس خطوات ولكنه يقع مجددا ، فيرفعه جون مرة أخرى )
جون : إنك شجاع و غير يائس .
( يحاول مايكل بعد ذلك مرات عديدة ، و لكنه يسقط في كل مرة ، إلا أن جون يكرر كلمات المثابرة بقصد حثه على المشي ، و بعد تسع محاولات يتمكن مايكل من المشي و ينجح في ذلك بصعوبة ) .
مايكل ( فرحا ) : أخي الحبيب ، إنني لا أشعر بألم .. إنني أمشي ثانية . يا إلهي ، إنني لا أصدق نفسي . أهي الحقيقة بعينها أم أنني في حلم ؟ ( تدمع عينا جون فرحا ) .
جون : أنت لست في حلم يا مايكل ؛ أنت تمشي حقا . ( يتعانقان ) .
مايكل : فلنجعل من ذلك سرا نكتمه عن أبوينا .
جون : نعم يا أخي، و متى انتهيت من أعمالي فإنني سآتيك و أساعدك على المشي . ( يتعانقان مرة أخرى ) ما أرى إلا أنك ذو قلب شجاع يا مايكل .
مايكل : نعم . لقد قالوا عني أنني سأمكث بقية حياتي على كرسي متحرك ولكن ذلك لن يدوم ؛ لأنني سأنهض على ساقي من جديد .
( يطفأ المسرح مؤقتا ثم يضاء للإشارة على أنه قد مضى شهر على نجاح مايكل في المشي من جديد . تظهر عائلة مارتن على المسرح و قد فرغت من تناول طعام العشاء )
هنري ( مخاطبا مايكل ) : كيف حالك الآن يا بني ؟
مايكل ( مبتسما ) : بخير و الحمد لله يا أبي . ( تمسح ليندا على رأسه ) .
ليندا ( متعجبة ) : إنني أراك اليوم فرحا على غير عادتك يا مايكل .
هنري : لعلك قد نسيت ما قاسيته إلى الأبد .
مايكل : كلا .
ليندا : إذن ، ما الأمر ؟
مايكل : إنه لأمر مفرح لا أريد إخباركم به .
هنري : هيا يا بني ، قل لنا .
مايكل ( مخاطبا جون ) : أخي جون ، أجب نيابة عني .
جون : إن أخي يريد إطلاعكم على أمر سيجعلنا جميعا سعداء .
هنري : أخبرنا إذن يا جون .
ليندا ( بلهفة ) : إن قلبي ليخفق بشدة ، قل لنا ما بال مايكل ؟
جون : لا داعي للخوف ؛ لقد رغب مايكل بأن يريكم هذا الأمر بنفسه .
هنري : بالله عليكما ، أريد معرفة الأمر دون مقدمات .
جون : حسنا . ( يخاطب مايكل ) هل أنت مستعد يا أخي ؟
مايكل : بكل تأكيد .
جون : هيا إذن ، أثبت عزيمتك الآن يا مايكل .
( في هذه اللحظة ينهض مايكل من كرسيه ، و يمشي كما لو لم يكن به ألم فيفرح أبواه فرحا عظيما ، ثم يعتنقانه و هما يبكيان )
هنري : شكرا لله المجيد الذي أعاد إليك القدرة على المشي .
ليندا : إنني لا أصدق ما تراه عيناي ! ها أنت تمشي من جديد يا ولدي .
جون : نعم ، لقد أراد ذلك بعزيمة قوية و نجح . ( يعتنقه مايكل ) .
مايكل : أشكرك يا جون ؛ فأنت من أعاد إلي ثقتي بنفسي .
جون : لا عليك يا مايكل ؛ فنحن إخوة .
هنري : لقد أفرحت قلبي يا ولدي . إنني لأشعر بسعادة لا مثيل لها .
ليندا : نعم ، لقد عدنا سعداء كما كنا في السابق .
مايكل ( لنفسه ) : نعم يا والدي العزيزين ، ولكن سعادتي لن تتم حتى أعود إلى كاترين ؛ فلقد وعدت و سأفي بوعدي .
( انتهى المشهد الثالث )