من طرف الاميرال الأحد أكتوبر 16, 2011 7:55 pm
الشخصيات :ـ
1ـ مايكل مارتن ( بطل المسرحية ) .
2ـ هنري مارتن ( والد مايكل ) .
3ـ ليندا مارتن ( والدة مايكل ) .
4ـ جون مارتن ( شقيق مايكل ) .
5ـ كاترين جونسون ( حبيبة مايكل و خطيبته ) .
6ـ تشارلز جونسون ( والد كاترين ) .
7ـ السيد سكوت ( الطبيب ) .
8ـ دانييل ( رئيس خدم عائلة مارتن ) .
9ـ جولي ( الخادمة في بيت عائلة جونسون ) .
( المشهد الأول )
( يضاء المسرح ، حيث يظهر بيت مزين بأجمل زينة يشرف عليها عدد من الخدم يتعاونون فيما بينهم ، مما يوحي إلى وجود مناسبة سعيدة . في هذه الأثناء يدخل السيد هنري مارتن و زوجته السيدة ليندا مارتن و السعادة بادية على وجهيهما . يجلسان على أريكة طويلة)
هنري : إنني أنتظر يوم زواج مايكل على شوق كبير .
ليندا : و أنا لست بأقل منك بهجة لذلك.
هنري ( مناديا دانييل ) : أين أنت يا دانييل ؟ أريدك الآن .
دانييل : إنني قادم في الحال يا سيدي . ( يدخل دانييل )
هنري : هل كل شيء معد للحفلة الأولى ؟
دانييل : نعم يا سيدي . يا لسعادتنا بزواج السيد مايكل !
هنري : أريد أن تقوموا بواجبكم على أكمل وجه يا دانييل .
دانييل : كما تريد يا سيدي .
هنري : حسنا ، يمكنك الآن أن تتابع عملك.( يذهب دانييل) عزيزتي ليندا، فلنعد إلى حديثنا .
ليندا : أريد استرجاع ذكرى حياتنا السابقة مع مايكل ؛ فإنه ليعز علي كثيرا نسيانه .
هنري : و أنا أيضا ، لكن ينبغي أن نعلم أنه لم يعد طفلا و أنه أمام مسؤولية كبيرة في حياته القادمة .
ليندا : آمل له التوفيق في حياته .
هنري : لا داعي للقلق عليه ؛ فإنه ما يزال أهلا لتحمل المسؤولية .
ليندا : إنني على شوق لرؤيته و قد أصبحت لديه عائلة تضم أحفادنا . سأحبهم لأنني على يقين بأنهم سيشبهونه .
هنري : سأعد من أجلهم حديقة يلعبون فيها كما يحلو لهم . إنني أريد التنعم برؤيتهم سعداء مع جدهم و جدتهم. ( تمتلىء عيناه بالدموع ) أرجو لولدي السعادة في حياته . ( يدخل جون ) .
جون : أسعدتما مساء.
هنري : و أنت كذلك يا جون .
ليندا : أين أخوك ؟
جون : لا داعي للقلق عليه ؛ إنه مع كاترين في الحقول القريبة و سيعودان بعد قليل .
ليندا : إنني خائفة عليه .
جون : لا تخافي يا أمي ؛ فهو ليس طفلا . ( يسود بعض الصمت ) سأشتاق إليه كثيرا ؛ فهو لن يكون معنا بعد ثلاثة أيام.( يحزن مع أبيه وأمه).
ليندا : سأقبل بشفتي هاتين جبهته الطاهرة يوم زفافه . ألا تشعر معي مثل هذا الشعور يا هنري ؟
هنري : الحق أنني كذلك. سأشتاق إلى سماع صوته الندي الذي كان يملأ هذا المنزل .
( يدخل دانييل معلنا قدوم مايكل مع خطيبته كاترين ) .
دانييل : لقد وصل الآن سيدنا العزيز مايكل و خطيبته.( بعد لحظة يدخلان و هما يمسكان بيدي بعضهما البعض. يتوجه مايكل إلى أبيه و أمه و أخيه ) .
مايكل : ما لي أرى الحزن باديا على وجوهكم يا أحبائي ؟
هنري : لا شيء يا ولدي العزيز .
ليندا : كنا نتذكر الأيام السعيدة معك يا مايكل .
مايكل : حقا ؟ لقد كانت بالفعل أياما رائعة قضيتها معكم .
جون : هل استمتعت بوقتك يا مايكل ؟
مايكل : الحق أنني أحسست بسعادة لا مثيل لها . كيف لا و معي خطيبتي الرائعة ؟
كاترين : يا لك من شخص لطيف و رائع يا مايكل ! أحس أن زواجنا ستكون رائعا جدا.
هنري : أنت على حق يا ابنتي ؛ فحبكما كالشمس المضيئة التي يستحيل أن تنطفىء برشقة ماء . ( تبكي ليندا ) .
مايكل : ما الأمر يا أمي ؟ لعلك تشعرين بألم فراقي لكم ؟
ليندا : نعم يا ولدي الحبيب .
مايكل : كلا ، إن رحلت عنكم وعن هذا البيت فإنكم لن ترحلوا عن قلبي و ذهني .
كاترين : أنت على حق يا مايكل ؛ فكيف لنا أن ننسى أهلك الذين أعتبرهم مثل أهلي ؟
مايكل : سأشتاق إلى رحلات الصيد التي كنت تصطحبني إليها معك يا أبي الغالي ، و سأتذكر كذلك حفلات عيد ميلادي و كعكة التفاح اللذيذة التي كنت تعدينها لي بيديك الطيبتين يا أمي الحنونة ، و سأفتقد أيضا حوض السباحة حيث كنت أسبح فيه معك يا جون. لن أنساكم أبدا ، و هذا وعد قطعته على نفسي إلى أن أموت .
جون : أنت صادق في وعودك دائما يا مايكل .
مايكل : لقد ذكرتني بشيء يا جون . أريد أن أستأذنكم .
هنري : و لم يا بني ؟
مايكل : لأنني أريد إحضار تحف للذكرى صنعتها بنفسي لكم حتى لا تنسوني بها .
هنري : و أين هي ؟
مايكل : إنها في مكان ما في أعلى المنزل .
جون : توخ الحذر يا مايكل .
مايكل : لا تقلق . ( يذهب مايكل و تبقى كاترين مع عائلته ) .
هنري : أتوق للاطلاع على ما صنعه ولدي .
ليندا : مهما يكن ما صنعه ، فإنني سأذكره من خلال هذه التحف . إنني متأكدة من أنها تنم عن ذوقه الرفيع .
كاترين : أتمنى أنكم ستسعدون بما سيقدمه لكم .
جون : أرجو ذلك .
( فجأة يسمع صوت مايكل صارخا ، و ما هي إلا لحظات حتى يدخل دانييل مسرعا و البكاء يكاد يغلبه )
هنري ( صارخا ) : ما الأمر يا دانييل ؟
دانييل ( مترددا ) : ماذا .......ماذا أقول لك يا سيدي ؟
هنري : قلت لك ما الأمر ؟
دانييل : ليتني مت و لم أر ما رأيته الآن .
هنري ( مصدوما ) : ماذا تقول ؟ أخبرني الآن بحق الله .
دانييل ( باكيا ) : لقد سقط السيد مايكل من أعلى البيت .
ليندا و كاترين ( تصرخان ) : يا إلهي ...........
( يخرج هنري و جون و معهما دانييل مسرعين ، و بعد لحظات يحمل مايكل إلى غرفته و هو فاقد الوعي و ثيابه معفرة بالتراب و الدم يسيل من رأسه . تحاول ليندا و كاترين الدخول فيطلب منهما هنري أن تجلسا . تجهش ليندا و معها بالبكاء ، ثم ترفعان بصريهما إلى السماء )
ليندا و كاترين ( بضراعة ) : إلهنا .......... نتوسل إليك أن ترأف به و تنقذه من هذه المحنة ، إننا نرجو منك ذلك ، فلا تخيب رجاءنا .
( يطفأ المسرح ثم يضاء مرة أخرى ، حيث تظهر عائلة مارتن مع كاترين و هم ينتظرون خروج السيد سكوت ، و هو الطبيب الذي كان يعتني بمايكل . يخرج السيد سكوت فيهرعون إليه جميعا )
هنري : كيف حاله أيها الطبيب ؟ هل إصابته خطرة ؟
سكوت : إن حياته بخير ؛ فهو شاب قوي ، و لو أن غيره سقط هذه السقطة لقتل فورا .
ليندا : الشكر لك ربنا على نجاته . ( يبدي الجميع سعادة سرعان ما تتبدد عندما يرون الطبيب سكوت متألما غير سعيد ) .
هنري : ما الأمر أيها الطبيب ؟
سكوت : لا أدري ماذا أقول لك . إن ما حل بولدك لشيء مؤلم .
ليندا ( خائفة ) : و ما الذي حل به أيها الطبيب سكوت ؟ هلا أخبرتنا ؟
سكوت ( بألم ): إن مايكل ...... إن مايكل سيقضي بقية عمره على كرسي متحرك .
هنري : أتعني أنه .....؟ كلا ، لا أصدق ذلك .
سكوت : للأسف ، لقد أصاب الشلل ساقيه .
ليندا ( بحزن ) : يا إلهي ....... يا إلهي ، ليت ساقي أصيبتا بهذا العارض عوضا عن ساقيك يا ولدي مايكل .
كاترين : أنا السبب فيما حدث له . ( تبكي ) .
هنري ( مواسيا ) : كلا ، لا تقولي هذا يا ابنتي .
جون ( مخاطبا الطبيب ) : سيدي الطبيب ، هل من إمكانية لعودته للسير على ساقيه ثانية ؟
سكوت : لا أدري . لقد فعلت ما بوسعي ، و إنني متألم لما حدث له .
هنري : على أية حال ، أشكرك أيها الطبيب سكوت ؛ فلقد قمت بواجبك . ( يخرج الطبيب سكوت ) .
جون ( بألم ) : ليتني كنت معه ، و لو فعلت لأنقذته من السقوط .
هنري : ما كنا لنمنع عنه أمرا قدره الله عليه . إنها مشيئة الله و علينا أن نرضى بها .
الجميع : نعم ، إنها مشيئة الله .
( انتهى المشهد الأول )