من طرف الاميرال الأحد أكتوبر 16, 2011 7:36 pm
( المشهد الخامس )
( يظهر الراوي ، ثم يقول : و هكذا فإننا نرى كيف أصبح بايرون مهموما قلقا بشكل ملحوظ ، فها هي الشكوك تسري في ذهنه حول من يريد النيل منه ، و ها هو يريد أن يعرف من هم . فلنر في هذا المشهد ذهاب بايرون إلى العرافة التي تخبره بأن أصحابه هم من يتآمرون ضده ، و لنر كيف توغر صدره عليهم حتى يعزم على قتلهم ، ثم لنطلع على قتل بايرون صديقيه لافوروس و بيشاي على نحو دموي لا يليق بإمبراطور مثله أن يفعله )
( يضاء المسرح ، حيث يظهر بايرون وحده في قاعة العرش )
بايرون : حقا ما هذا الذي أمر فيه الآن ؟ أشعر كأنني على غير وعيي . إنني خائف على مجدي و ملكي ، ولكن ممن ؟ من أصحابي أم من أناس آخرين ؟ لا ، لا . أحس بضيق لا أفهم له سببا ، و إنني خائف على نفسي من الموت ، ولكنني لا أجرؤ على اتهام من هم مقربون مني ؛ فلقد أقسموا على الإخلاص لي . ( يصمت قليلا ) يجب علي أن أختبرهم لأتبين أمرهم جيدا. إنني في حيرة من أمري و لا أدري ما بي . ( تدخل راشيل ) من هذا ؟
راشيل : هذه أنا .
بايرون : آه ، هذه أنت يا عزيزتي ؟ ادخلي ، أرجو المعذرة .
راشيل : تبدو و كأنك على غير طبيعتك .
بايرون : كلا ، إنني على ما يرام .
راشيل : يخبرني وجهك بأنك متعب و بحاجة للراحة .
بايرون : ما هذا الكلام ؟ قلت لك إنني على ما يرام .
راشيل : هل ضايقتك إذن يا عزيزي ؟
بايرون : سامحيني ؛ إنني لم أقصد ما قلته و إنما أردت أن أكون وحدي .
راشيل : ألا تذكر أننا تعاهدنا على أن نكون سوية في ما يسرنا و يحزننا؟
بايرون : صدقت ، ولكنه أمر يؤرقني و لا أستطيع ذكره .
راشيل : ما الأمر ؟
بايرون : إنني خائف على نفسي .
راشيل : ممن ؟
بايرون : من أصدقائي و قادتي .
راشيل : أتعني كيبيرا و بيشاي و لافوروس ؟
بايرون ( بألم ) : نعم .
راشيل : أبعد هذه الوساوس عن رأسك وتفكيرك ؛ فلقد أحبوك و أقسموا على الإخلاص لك ، وليس من المعقول أن يقوموا بشيء ضدك .
بايرون : و ماذا لو فعلوا ؟
راشيل : كلا يا عزيزي ، ثق أنهم مخلصون لك و لا يهدأ لهم بال إلا حين ترتاح . إنك تظلمهم بكلامك هذا عنهم .
بايرون : أنت على حق يا راشيل . اذهبي للنوم يا عزيزتي ، طابت ليلتك . ( تذهب راشيل و يبقى بايرون مفكرا ) قد تكون على حق فيما تقوله ، ولكنني لن أرتاح حتى أعرف الحقيقة .
( يطفأ المسرح ثم يضاء على منظر لكوخ مهجور تسكن فيه عرافة ، يظهر بايرون الذي ينوي أن يخبرها بما به )
العرافة : من بالباب ؟
بايرون : زائر يريد معرفة طالعه .
العرافة : ادخل ( يدخل بايرون ) من أنت ؟
بايرون : أنا الإمبراطور بايرون .
العرافة ( و هي تبتسم بمكر ) : إذن ، فأنت هو الإمبراطور بايرون .
بايرون : نعم ، إنني هو .
العرافة : إذن فأنت هو الإمبراطور الذي كاد أن يقتل يوم زفافه بسبب شخص أرعن .
بايرون : و كيف عرفت هذا ؟
العرافة : ألم تصب بسهم في كتفك ؟
بايرون : بلى ، ولكنني الآن على ما يرام ، ولكن من أخبرك بإصابتي ؟
العرافة : إن الأرواح التي تخدمني لا تستطيع أن تخفي عني ما يجري للناس في حياتهم .
بايرون : لقد جئت إليك و أنا أبتغي حلا لما أشكو منه .
العرافة : ومم تشكو ؟
بايرون : الحق أنني خائف على نفسي .
العرافة : إنك تخاف على نفسك من أصحابك المقربين إليك ، أليس كذلك ؟
بايرون : لا أعرف ماذا أقول لك .
العرافة : انظر إلى عيني جيدا ، وسأخبرك بحقيقتهم ( بعد أن ينظر بايرون إلى عينيها تبتسم ابتسامة مخيفة ) لا تقلق ؛ لقد عرفت أمرهم .
بايرون : ماذا تقصدين ؟
العرافة : هذه هي حقيقة أصحابك الذين أوليتهم ثقتك. يا لهم من خبثاء تلمع عيونهم بالخيانة !
بايرون ( مذهولا ) : أصحابي ؟!
العرافة : أتظنهم مخلصين لك ؟ كلا ، إنهم خونة يدعون الولاء ولكنهم يحملون تحت أرديتهم الخناجر ليطعنوك بها متى أرادوا ذلك .
بايرون : هذا غير معقول ؛ إنهم من أنبل الناس و لن يفعلوا شيئا كهذا .
العرافة : قل عنهم ما شئت ، ولكنهم كالأفاعي ، تحس بنعومة لمسها ولكنها تحمل في أنيابها الهلاك .
بايرون ( غاضبا ) : اخرسي أيتها اللعينة البغيضة .
العرافة : أتقول لي هذا و أنا أريد إنقاذ حياتك ؟
بايرون : سأقطع لسانك إن تكلمت عنهم بسوء .
العرافة : ما قلت ذلك إلا حرصا على حياتك .
بايرون : يا للعار ! كان الأجدر بي ألا آتي هنا .
العرافة : أعتقد أنك ستأتي إلي ثانية ؛ لأنك ستحس بالندم على عدم استماعك لي .
بايرون : إنني لن أحس بأي ندم تجاهك أيتها الكاذبة .
العرافة : إنني لا أكذب أيها الإمبراطور . إن كنت حريصا على سلامة حياتك و ملكك فاستمع إلي .
بايرون : كلا ، سأذهب ( يهم بايرون بالخروج ) .
العرافة : إنك ستستمع إلي ؛ لأن عندي ما يثبت صحة كلامي .
بايرون : ماذا تعنين ؟
العرافة : أعني أنك ستصدقني حين أنعش لك ذاكرتك .
بايرون : حسنا ، هاتي ما عندك ، و إياك أن تكذبي .
العرافة : أتذكر يوم زفافك جيدا ؟
بايرون : نعم ، و ما علاقة أصحابي بهذا الأمر ؟
العرافة : إن لهم ضلعا في المؤامرة التي كادت تودي بحياتك . هل كان بيشاي و لافوروس موجودين بين الحاضرين ؟
بايرون ( مترددا ): لا .
العرافة : إنهما لم يحضرا لئلا يدافعا عنك في حال قتلك . فضلا عن تآمرهما و كيبيرا مع جوانز .
بايرون : هل تآمروا ضدي ؟
العرافة : هو ما أقول . ( يصاب بايرون بالحيرة و الإحباط . ثم يضع يديه على رأسه )
بايرون ( باكيا ) : أهذا صحيح ؟
العرافة : نعم . و ثمة دليل آخر ، لقد أوعز كيبيرا إلى جوانز لكي يقوم بقتلك . ألم تلاحظ أنه كان يقف بعيدا عنك ؟
بايرون ( بألم ) : بلى .
العرافة : لقد فعل ذلك لكي يبعد الشبهة عن نفسه.
بايرون ( بألم ) : لا أصدق .
العرافة : بلى ، يجب أن تصدق .أتدري لماذا كان كيبيرا مهتما بالتخلص منك ؟
بايرون : لماذا ؟
العرافة : لأنه أغرم بزوجتك و أرادها لنفسه ، وقد غاظه أنك قد نجوت من الموت .
بايرون : ولكن له زوجة وابنا ، فكيف يتعلق بزوجتي ؟
العرافة : إنه لا يهتم بهما مطلقا ، و لذلك فهو يهيم حبا بزوجتك و يلازمها كثيرا كظلها ، فلا عجب أنه يريد قتلك ليظفر بها ثم ليظفر بملكك مع الخائنين بيشاي ولافوروس .( يقف بايرون مذهولا و الألم يعصر قلبه ، ثم يغضب و يعلو صوته )
بايرون : عليكم اللعنة ، أتريدون أن تفعلوا لي هذا ؟ أهذا ثمن ثقتي بكم ؟ أقسم أن أنال منكم قبل أن تقتلوني .
العرافة : ذاك هو الحل . عليك أن تقتلهم ، ولكن بعد أن تتأكد من ذلك أولا .
بايرون : ولكن كيبيرا الآن في الثغور.
العرافة : عليك أن تقتله حال رجوعه و إياك أن تأخذك به الرحمة .
( يطفأ المسرح ، ثم يظهر الراوي قائلا : و هكذا و بعد أن أشارت عليه العرافة ما ينبغي عليه أن يفعله ، يعود بايرون إلى قصره و يأمر بتشديد الحراسة عليه بشكل ملحوظ ، و هو يتحين الفرص للنيل من أصحابه )
( يضاء المسرح ، حيث يظهر الإمبراطور بايرون جالسا على عرشه . وأثناء ذلك يدخل عليه أحد الحراس )
الحارس : سيدي الإمبراطور ، إن القائد لافوروس يريد أن يراك .
بايرون : دعه يدخل . ( يذهب الحارس ، و بعد قليل يدخل لافوروس ) .
لافوروس : دام عز الإمبراطور بايرون إلى الأبد .
بايرون : مرحبا بك يا لافوروس .
لافوروس : ما الخطب يا سيدي ؟
بايرون : لا شيء .
لافوروس : ما هذا الذي يقوم به الحراس ؟ لقد تكلموا معي بفظاظة و كادوا أن يجردوني من سلاحي ، و لولا تعظيمي لحرمة قصرك لأوسعتهم ضربا .
بايرون : هكذا أمرتهم .
لافوروس : أنت يا فخامة الإمبراطور ؟!
بايرون : نعم . و من غيري ليأمر هذا الأمر ؟
لافوروس : إنها بلا شك واحدة من دعاباتك سيدي الإمبراطور .
بايرون ( غاضبا ) : كيف تجرؤ ؟ أنسيت من تخاطب ؟
لافوروس : معذرة ؛ فإنني لم أنس أنني أمام سيدي الإمبراطور .
بايرون : حسنا ، ما وراءك ؟
لافوروس : علمنا يا سيدي أن العدو على أهبة الاستعداد للقتال .
بايرون : و لماذا لم تذهب مع الجيش ؟
لافوروس : لقد كنت متعبا جدا ـ كما تعلم يا سيدي الإمبراطور . وعندما علم كيبيرا بحالي أخبرني أنه سيتولى أمر العدو وحده .
بايرون : لا بأس بذلك يا لافوروس . اذهب إلى بيتك و خذ قسطا من الراحة ( يذهب لافوراس) يا لهذه المؤامرة القذرة التي تنوي إيقاعي بها يا لافوراس، ولكنني لك بالمرصاد .
( يطفأ المسرح مجددا ثم يضاء دلالة على مجيء الغد . يأتي القائد بيشاي إلى قاعة العرش )
بيشاي : أسعدت صباحي يا مولاي العظيم .
بايرون : و أنت كذلك يا بيشاي ، هل أنت مستعد لقيادة قوة الدعم إلى كيبيرا ؟
بيشاي : أجل يا سيدي .
بايرون : أتوقع أن تكونوا رجالا أشداء في القتال . أرجو سماع الأخبارالطيبة .
بيشاي : كما تريد سيدي الإمبراطور ، ولكن عندي شيئا مهما أريد أن أخبرك إياه .
بايرون : و ما هو يا بيشاي ؟
بيشاي : يقول ولدي إن الجند متذمرون من بقائك في القصر ، تستمع لأخبار المعارك و لا تذهب معهم .
بايرون : أريد أن أتفرغ لشؤون أمتي ، و كما قلت لك يا بيشاي فإنني لا أريد لشعبي أن يفقدني .
بيشاي : أفهم ذلك يا سيدي .
بايرون : على أية حال ، أبلغ لافوروس أنني أريده حالا، و أما أنت فاذهب.
بيشاي : كما تريد يا سيدي . ( يذهب بيشاي ) .
بايرون : يا لهذه الوقاحة يا لافوروس ! تريد استغلال تذمر الجنود لتقود ثورة ضدي ؟ كلا ، سأقضي عليك.( ينادي الحراس) لا تدعوا أي إنسان يدخل علي الآن ، و عندما يأتي لافوروس فأدخلوه وحده .
( بعد مرور ساعة يأتي لافوروس ، حيث يدخله الحراس وحده ) .
لافوروس : سمعت أنك تريدني سيدي الإمبراطور .
بايرون : نعم ، أريدك حتى أشفي غليلي منك الآن .
لافوروس : ماذا ؟ ما بك سيدي الإمبراطور ؟
بايرون : و تتظاهر بالشرف و النزاهة بعد ؟! سأقتلك الآن أيها الخائن .
لافوروس : أية خيانة تتحدث عنها يا سيدي ؟
بايرون : اخرس ، لمصلحة من تريد قتلي ؟
لافوروس : لن آبه بما ترميني به من كذب و بهتان .
بايرون : إنني أعرف أنك تريد قتلي لمصلحتك أنت و أبيك و كيبيرا . إنكم تريدون اقتسام ملكي فيما بينكم .
لافوروس : لن أسمح لك أن تتحدث عنا هكذا ؛ إننا لم نقم بما يثير شكوكك. أنسيت أننا أقسمنا على الإخلاص لك ؟
بايرون ( غاضبا ) : لم أعرف أن لك قلبا جبانا يحملك على التفكير بقتلي .
لافوروس : بل قل إنك تريد قتلنا لتشفي هذه الوساوس التي برأسك ، ولكنك بذلك لا تقتل لا نفسك.( تثور ثائرة بايرون فيستل سيفه ) .
بايرون : فلتقاتلني الآن أيها الجبان . ( يتألم لافوروس لهذه الكلمة ) .
لافوروس ( وهو يستل سيفه) : سأثبت لك الآن أنني لست جبانا ، و سأقاتلك و آمل أن تفيق من غفوتك هذه . ( يهاجمه بايرون ، فيصد لافوروس ضربات سيفه الشديدة )
بايرون : سأقتلك الآن يا لافوروس .
لافوروس : عد إلى رشدك يا صديقي ، كفى .
بايرون : لن أرتاح قبل أن أقضي عليك .
( تستمر المبارزة ، و بعد حين تسنح لبايرون فرصة حين ينكشف صدر لافوروس ، فيسدد إليه طعنة قاتلة ، يسقط على إثرها لافوروس مضرجا بدمائه )
لافوروس ( بألم ) : لم هذا يا بايرون ؟ هل أنت الآن سعيد بقتلي ؟
بايرون : نعم ، إنني لست نادما على ما فعلته .
لافوراس: إنني خائف عليك من أبي ؛ فهو لن يسكت حين يعلم ما فعلته بي .
بايرون : سألحقه بك عما قريب .
لافوروس ( في النزع الأخير ) : أتمنى أن تعود كما كنت. ( يموت )
بايرون ( دون أسف ) : ليتك ما خنتني يا لافوروس ، و إلا لما مت هكذا .
( في هذه اللحظة يدخل بيشاي مسرعا فيجد ولده قتيلا ثم ينظر إلى بايرون نظرة عتاب )
بيشاي : ما الذي فعلته يا بايرون ؟ أهكذا تفجعني بولدي ؟ ( لا يرد عليه بايرون . يدنو بيشاي من ابنه ثم يحتمله بيديه ، و عندما ينظر إلى جرحه و دمائه النازفة يتألم ثم يبكي بحزن و حنق ، و بعد ذلك يصرخ بأعلى صوته ) لافوروس ....... أترحل عني هكذا دون كلمة وداع ؟ لو كنت أعلم أنه سيقتلك لما أرسلتك إليه و لفديتك بدمي . يا لحسرتي و ألمي!
بايرون : و ماذا ستفعل بي الآن ؟ ( ينظر إليه بيشاي بحنق ) .
بيشاي : لم فعلت هذا يا بايرون ؟ لم قتلت لافوروس ؟
بايرون : و لماذا لم تسأله عن سبب خيانته إياي ؟
بيشاي : خيانة ؟ أيخونك ولدي ؟ لو عرفت أنه كذلك لقتلته بيدي .
بايرون : لذلك فإنني لست آسفا على ما فعلته ؛ لأن موت الخائن حق .
بيشاي : كلا ، إنك لم تفعل الصواب .
بايرون ( غاضبا ) : ماذا تقول ؟
بيشاي : كما قلت لك الآن ؛ لأن ابني لم يخنك .
رديارد: بلى ، أراد أن يحرض الجنود علي فقتلته لذلك .
بيشاي : لقد أقسم ولدي على الوفاء لك و كذلك فعلت أنا و كيبيرا و الجيش و الشعب كله. لقد تحملنا الكثير من الضربات في القتال وصبرنا على المشاق حتى تكون أنت بخير ، ثم ها أنت تريد الخلاص منا .
بايرون : كيف تجرؤ على قولك هذا ؟ إنني لن أسامحك على ذلك .
بيشاي : سأؤكد لك يا بايرون بأن قسمي على الإخلاص لك لن يكون على حساب دم ابني الذي قتلته ظلما .
بايرون ( يحمل سيفه ) : إذن ، فأنت عازم على قتالي و الثأر لولدك ؟
بيشاي ( مستلا سيفه ) : نعم ؛ فولدي الآن في نظري أفضل منك .
بايرون : ستندم يا بيشاي .
( يتبارزان مبارزة حامية ، و بعد ذلك يسقط بيشاي بايرون أرضا ) .
بيشاي : هل رأيت ذلك يا بايرون ؟ بإمكاني الآن أن أريق دمك كما فعلت مع ولدي .
بايرون : إذن ، هيا اقتلني . ما لك تنتظر ؟ اقتلني الآن .
( ينظر إليه بيشاي بحنق و الدموع في عينيه ثم يرفع سيفه إلا أنه يرميه أرضا )
بيشاي : لا أريد أن أقتلك .
بايرون : و ما الذي يمنعك ؟
بيشاي : إن ما يمنعني هو محبتي لأبيك الذي كان يثق بأصحابه و لا يتهمهم بالخيانة كما تفعل أنت .
بايرون ( صارخا ) : إنني أفعل الصواب يا بيشاي .
بيشاي : لقد ساء ظني بك يا بايرون ، و لذلك فإنني أتركك لتعيش في شقاء دائم عندما تدرك خطأك .
( يهم بيشاي بالذهاب فيستغل بايرون هذه الفرصة ثم يحمل سيفه ، فيشعر به بيشاي )
بايرون : أين تظن نفسك ذاهبا ؟
بيشاي : أتريد أن تقتلني ؟ هيا افعل ذلك و أرحني .
بايرون : و هو كذلك .( يطعنه بايرون في ظهره طعنة قاتلة ) .
بيشاي ( بألم ) : نعم ، أشكرك لأنني الآن سألحق بأبيك و ولدي و سأترك إلى الأبد هذا العالم المليء بالخطايا . ( يموت بيشاي . بعد ذلك يضحك بايرون بأعلى صوته )
بايرون : لقد نلت ما أردت و تخلصت منهما ، فاستعد لدورك يا كيبيرا .
( يطفأ المسرح قليلا ثم يضاء على مكان آخر و هو خيمة القائد كيبيرا الذي استطاع أن يحقق النصر على مملكة فيردن )
كيبيرا ( لأحد الجنود ) : اذهب الآن لإبلاغ سيدناالإمبراطور بأننا حققنا النصر على عدونا .
الجندي : أمرك مطاع يا سيدي . ( يهم الجندي بالذهاب ) .
كيبيرا : انتظر لحظة ، أريد أن أعلم شيئا .
الجندي : و ما هو سيدي القائد ؟
كيبيرا : لماذا لم يحضر القائدان بيشاي و لافوروس على رأس قوة الدعم ؟
الجندي : لقد بعثهما سيدي الإمبراطور في مهمة أخرى.
كيبيرا : اسمع ، لا يجدر بك أن تكذب علي ؛ فلقد وعدني الإمبراطور أن يرسلهما بنفسه و لم يقل لي إنه سيرسل غيرهما .
الجندي ( مترددا ) : الحق أنني لا أعرف يا سيدي .
كيبيرا ( غاضبا ) : لا تعرف ؟ ( يستل سيفه ) كذبت أيها الجبان . قل لي لم لم يأتيا و إلا قتلتك الآن .( يبكي الجندي ) ما الذي حدث لهما ؟
الجندي : سيدي القائد كيبيرا ......... لقد قتل القائدان بيشاي و لافوروس .
كيبيرا ( مصعوقا ) : ماذا ؟ هل أنت متأكد مما تقوله ؟
الجندي : نعم يا سيدي . لقد قتلهما الإمبراطور نفسه بتهمة الخيانة .
كيبيرا ( بحسرة ) : إنني لا أصدق ذلك ( يصرخ في الجندي ) أما زلت هنا؟ اغرب عن وجهي . ( يخرج الجندي ) يا للألم ! إن حزني عظيم عليكما أيها الصديقان ؛ فلقد كنتما نعم الرجال الأوفياء الشجعان . ترى لماذا اتهمهما الإمبراطور بالخيانة ؟ لا بد لي من معرفة الأمر و لو أدى ذلك إلى موتي .
( انتهى المشهد الخامس )