من طرف الاميرال الأحد أكتوبر 16, 2011 7:30 pm
( المشهد الثاني )
( يظهر الراوي على المسرح حيث يقول : و هكذا بدأ بايرون حكمه معتمدا على ثقة الناس به و حبهم إياه . و يبدو أنه قد أحرز بداية ناجحة رفعت مكانته في أعين الناس ، حيث أحرز انتصارين باهرين على أعدائه في معركتي ليون و بيارود . فلنر في هذا المشهد احتفال بايرون مع أنصاره و شعبه بالنصر على العدو في هاتين المعركتين .
( يضاء المسرح ، حيث يظهر بايرون جالسا على عرشه و بجانبه أمه و هما يتلقيان التهاني من الحاشية و أبناء الشعب . يقف بايرون و يخاطب الحاضرين )
بايرون : أيها الحاضرون الكرام، فلنحتفل لهذا النصر العظيم الذي أحرزناه ( توزع كؤوس الشراب على الحاضرين . يرفع بايرون كأسه عاليا ) دام عز الإمبراطورية .
الجميع : دام عز الإمبراطورية وعزك يا فخامة الإمبراطور . ( بعد الانتهاء من الشرب يبدأ أصحاب بايرون الحديث عن المعركتين )
بيشاي : لقد شاهدت الإمبراطور مقاتلا عظيما ؛ فلقد خيل إلي أنه قد اجتمعت له قوة عشرين فارسا وكأن سيفه قد أصبح نارا ملتهبة. ولقد رأينا جميعا ذلك المشهد عندما أطاح الإمبراطوربرأس أحد كبار قادة العدو و لما يمض معه وقتا طويلا .
بايرون : و هل كنت وحدي أقاتل كذلك يا بيشاي ؟ لقد أعجبني أسلوبك الفذ في الفتك بجنود العدو وكذلك لافوروس ، ولكن ما أثار إعجابي كثيرا هي تلك الخدعة الرائعة التي قام بها كيبيرا حينما قتل كبير فرسان العدو .أرأيتم كيف كر عليه ثم ضربه ضربة صاعقة فصلت رأسه عن جسده ؟
كيبيرا : أشكرك على هذا الوسام يا سيدي الإمبراطور.
لافوروس : ما إن اندلعت نار المعركة حتى رأيت نفسي أصول و أجول ضاربا بسيفي أولئك الأوغاد و كدت أن أقتل بيد غادر نذل لولا أن الإمبراطور أنقذني منه .
كيبيرا : لقد وقع أولئك الحمقى في مصيدة محكمة حيث أطبقنا عليهم ثم أعملنا سيوفنا فيهم و هم من جنون الرعب لا يلوون على شيء . ( يضحك الجميع ) لقد فاتكم منظر كان يجب أن تشاهدوه، فلقد وضع فارسنا الشجاع ( يشير إلى بايرون ) سيفه على عنق ملك العدو الذي كان يضرع إليه كالدجاجة مخافة أن يذبح ، و كان الإمبراطور من النبل بحيث أبقى عليه .
لافوروس : لقد تساقط جنودهم كالذباب ، وأصبحت جثثهم طعاما للطيورالجارحة و الضواري ، وأظن بأنها تشكرك أيها الإمبراطورعلى هذه الوليمة التي أعددتها لها .
بيشاي : لقد غنمنا غنائم عظيمة لا تحصى . لا أدري لماذا حملوا هذه الأسلحة و أظهروا أنفسهم ذلك المظهر . لعلم حسبوا أنفسهم المنتصرين ، ولكننا سحقناهم بقسوة .
بايرون : هكذا أيها الرجال ، فعندما نكون معا نستطيع هزيمة عدونا .
لافوروس : و ماذا عن معركة بيارود ؟ أتودون سماع الحديث عنها ؟
الجميع : نعم .
لافوروس : حسنا ، لقد وقعت هذه المعركة بيننا و بين شراذم العدو المنهزم في مدينة بيارود الحصينة ، و فيها تمكنا من القضاء عليهم نهائيا قبل أن تقوى شوكتهم .
كيبيرا : إن ما أغاظني هو أنهم قد نكلوا بساكنيها و قتلوا عددا منهم وأجبروا الباقين على الرحيل . لذلك قررنا أن نجهز عليهم جميعا .
بيشاي : وعندما وصلنا إلى بيارود وجدناها حصينة منيعة . لقد أراد عدونا إرهاق قوتنا حتى نرحل عنهم ، و لكنهم كانوا أغبياء .
بايرون : و بعزيمتنا و إرادتنا التي صممنا عليها فقد نصبنا المنجنيقات ثم قذفناهم بالنيران ثم هاجمناهم جميعا بلا هوادة .
كيبيرا : وهكذا تم القضاء عليهم و راح ملكهم ضحية لغدره و ظلمه .
لافوروس : لو رأيتم أهل المدن المجاورة و كيف أثنوا على نبل سيدنا و تسامحه. و لن تزول من ذاكرتي ما قام به الإمبراطور من إعادة ما اغتصبه العدو منهم .
بيشاي : لقد آتت حكمة الإمبراطور في معاملته لهم ثمارها ؛ فلقد أعلنت عدد من هذه المدن ولاءها لنا .
بايرون : حسنا أيها الأصحاب ، فلنترك الحديث عن المعارك جانبا ؛ لأن ضيوفنا الآن يريدون الاحتفال .( يقترب كيبيرا من بايرون )
كيبيرا : سيدي الإمبراطور ، لقد ألح علي ولدي لآتي به هنا .
بايرون : ولم لا أرى حبيبي الصغير؟ هل هو الآن معك ؟
كيبيرا : نعم يا سيدي ، لقد أحضرته معي رغم أن هذا المكان ليس للأطفال .
بايرون : لا عليك يا كيبيرا ، أحضره إلي ( يذهب كيبيرا ثم يعود بعد قليل و معه زوجته إيلينا و ابنه دورين ) .
كيبيرا : هذا هو عمك الإمبراطور يا دورين ( يختبىء دورين وراء أبيه ممسكا بذراع أمه ) عليك أن تلتزم الأدب يا دورين .
بايرون : لا بأس يا كيبيرا ؛ إنه طفل لا علم له بما يجري بين الكبار، فلا داعي للقسوة عليه .
إيلينا : أعتذر إليك سيدي الإمبراطور .
بايرون : لا عليكما ؛ لأنه معتاد على محبتكما له ( يحمل كيبيرا ولده ثم يعطيه لبايرون الذي يقبله بحنان و محبة ) إنه يشبهك يا كيبيرا و أرجو أن يصبح أسدا مثلك . ( يعيده إلى أبيه ) .
كيبيرا : أرجو ذلك يا سيدي ( يذهب كيبيرا و زوجته و ابنه ) .
بايرون : إنني أتمنى أن يكون لي أولاد مثل دورين .
مالموريا : و لم لا تتزوج يا ولدي ؟ أنت في سن يؤهلك لذلك .
بايرون : أنت على حق يا أماه . إنني لا أفكر إلا براشيل ؛ فلقد أحببنا بعضنا البعض منذ الصغر و تعاهدنا على الزواج .
مالموريا : أحقا ما تقول يا بني ؟ يا له من خبر سعيد !
بايرون : إنني أعني ما أقول يا أمي ، و سأذهب بعد غد برفقتك إلى والدها الإمبراطور كلوديان لطلب يدها منه .
( انتهى المشهد الثاني )