من طرف الاميرال الإثنين أكتوبر 17, 2011 2:59 am
ليتني لم اكن حاضرا في ذلك اليوم ، يوم العشرين من ايار لعام الفين ، أي قبل عشرة أعوام ، فلقد تلقيت أنا و زملائي و اساتذتي و جامعتي خبرا فاجعا شطر قلوبنا و ملأها حزنا و أسى. ففي ذلك اليوم تلقينا نبأ وفاة أستاذنا الفاضل العلامة الاستاذ الدكتور محمد اكرم سعد الدين. حقا ، لقد كان ذلك الخبر قد صعقني بشدة إلى حد لم أتمالك فيه نفسي من البكاء الغزير و استرجاع ذكرياتي معه رحمه الله تعالى و قدس روحه.
أي كلمة رثاء اقولها لك يا استاذي الحبيب الذي أجللته اجلالا كبيرا منذ أول يوم التقيتك فيه و كنت يومئذ أحد طلابك في مادة الصوتيات الانجليزية و بعدها في مادة الترجمة الكتابية ، فلقد منحتني من عطفك و رعايتك و علمك الشيء الكثير ، و كنت علما من أعلام العطاء و السخاء العلمي ، فعسى الله أن يجعله في ميزان حسناتك.
لقد علمتني من حياتك حكما و دروسا لا ازال افيد منها ، حيث قلت لي ذات مرة بأنني نكتشف في كل يوم علما جديدا ، و لطالما كنت واسع الصدر و لطيف المعشر و لطالما آثرت رؤيتك و الحديث معك حتى أنني أحسست يوما أنك أب لي و إن لم أكن أحد أبنائك. و إلى الان لا تزال معي تلك الصورة التي التقطتها معك و التي ستبقى معي الى ان اموت ان شاء الله.
ماذا عساي ان اقول لك يا استاذي الجليل؟ لقد كنت اكتب هذه السطور و قلبي حزين و جوارحي تهتز من الم لا يكاد يفارقني الى الان. فكيف لي ان انساك يا معلمي الحبيب؟ الحق انني لست الوحيد الذي حزن جدا لموتك ، فكلية الاداب بأكملها و قسم اللغة الانجليزية أساتذة و زملاء قد حزنوا لموتك حزنا شديدا ، ولكن حزني و ألمي ليس بأقل من حزنهم ، و من يدري فقد ينساك بعضهم و قد لا ينساك الاخرون و قد تمر ذكراك على بعضهم لماما ، ولكن ذكراك ستبقى في قلبي و ذهني ما حييت.
صحيح اننا حزينون لفراقك ايانا يا استاذنا الحبيب ولكن ما يعزينا هو اننا نعلم أن الموت حق و قد كتبه الله تعالى علينا جميعا ، و إنني أرى أن اولادك يرفعون ذلك اللواء الذي لطالما رفعته من قبل داعيا به الى العلم و المعرفة و مرشدا به طلبتك و محبي العلم في العالم كله.
إليك الف الف تحية و على روحك رحمة ربي و لطفه ، سائلا الله تعالى ان يجمعنا بك في خير دار و خير مستقر. انه سميع مجيب الدعاء و هو الغفور الرحيم. و عليك سلام ربي و رحمته أيها الاستاذ الفاضل الدكتور محمد اكرم سعد الدين.