الشخصيات :-
1- الرائد صفوان شكري
2- رغدة ( زوجة الرائد صفوان شكري )
3- العميد عبد الله صالح ( مدير أمن العاصمة )
4- ليث البكري ( أحد كبراء الجرائم المنظمة )
5- الرائد مصعب عمران ( صديق الرائد صفوان شكري )
6- النقيب عامر توفيق ( الضابط البديل للرائد صفوان شكري )
7- مالك الجلاد ( تاجر مخدرات )
8- فارس الشريف ( مهرب فاسد )
9- القضاة العسكريون
10- المراسل
11- عدد من الشخصيات لتأدية الأدوار الآتية : -
• رجال الأمن الوطني
• أتباع ليث البكري
• أتباع مالك الجلاد
• حارسا فارس الشريف
الفصل الأول
المشهد الأول
( تفتح الستارة ثم يضاء المسرح على مكتب في مديرية أمن العاصمة التابعة للأمن الوطني. يجلس ضابطان في هذا المكتب و هما يطالعان الصحف اليومية . أحدهما يدعى الرائد صفوان شكري و الآخر يدعى الرائد مصعب عمران . يدخل المراسل و هو يحمل فنجانين من القهوة فيقدمهما إليهما ثم ينصرف )
صفوان : لا شيء أفضل من احتساء فنجان من القهوة ليعيد إلينا نشاطنا .
مصعب : أوافقك الرأي يا صفوان . ( يحتسي قهوته فيجد فيها بعض المرارة ) يا إلهي ! لم لا يضيف إليها بعض السكر ؟ ( يضحك صفوان ) مم تضحك ؟
صفوان : لا أقصد الإساءة يا صديقي ، ولكنني أحب أن أرفه عن نفسي بشيء من الضحك .
مصعب : تعد زوجتي قهوة أفضل من هذه . ليتني استيقظت باكرا لأرتشفها قطرة تلو الأخرى.
صفوان : حسبك ؛ يمكنك أن تحتسيها كما تشاء عندما تعود . ( يحتسيان قهوتهما)
مصعب : إنني أتساءل : كم مضى على عملنا في هذا القسم ؟
صفوان : لقد قضينا فيه ما يقارب أحد عشر عاما ، إلا أنني قد سبقتك إليه بقليل .
مصعب : هذا لا يهم . أتذكر أننا اختلفنا في آرائنا بعض الشيء ؟
صفوان : نعم .
مصعب : على الرغم مما كان بيني و بينك من ذلك الخلاف إلا أنني أعتبرك أخا عزيزا و صديقا حميما .
صفوان : و أنت كذلك يا مصعب . لقد خضنا معا العديد من المعارك ضد الخارجين على القانون و ترقينا سوية و تم تكريمنا بالعديد من الأوسمة تقديرا لشجاعتنا .
مصعب : يا لها من ذكريات !
صفوان : لن يهدأ لي بال حتى أرى عاصمتنا الجميلة قد نفت خبثها .
مصعب : لك صيت واسع يا صديقي ؛ فلقد أحبطت العديد من أعمال المجرمين و ألقيت بهم في السجون . أعتقد أن من على شاكلتهم يخافونك لما عرفوا عنك من الشدة و الحزم .
صفوان : ألا تستحق عاصمتنا هذه التضحيات ؟
مصعب : بلى .
صفوان : إذن فهذا هو واجبنا يا مصعب . ( يرن جرس الهاتف فيرفعه مصعب ثم يهب واقفا )
مصعب : أتريدنا الآن يا سيدي ؟ حسنا ، سنأتيك حالا . ( ينهي مصعب المكالمة)
صفوان : ما الأمر يا مصعب ؟
مصعب : يريد العميد عبد الله أن يرانا في مكتبه حالا .
صفوان : هيا بنا إذن . ( ينهضان ثم يغادران مكتبهما . يطفأ المسرح )
انتهى المشهد الأول
المشهد الثاني
( يضاء المسرح ، حيث يجلس مدير أمن العاصمة العميد عبد الله صالح في مكتبه و هو يطلع على عدد من الكتب الرسمية التي ترد إليه . يطرق الباب فيأذن بالدخول . يدخل الرائد صفوان شكري و الرائد مصعب عمران ، حيث يبادران بالتحية العسكرية فيرد عليهما العميد عبد الله بمثلها ثم يشير إليهما بالجلوس فيفعلان )
عبد الله : كيف حالكما اليوم ؟
صفوان : نحن بخير يا سيدي .
مصعب : هل من جديد يا سيدي ؟
عبد الله : نعم . لدينا قضية أريد منكما أن تتولياها .
صفوان : بإمكانك الاعتماد علينا يا سيدي .
عبد الله : لا شك أنكما قد سمعتما بتاجر المخدرات الذي يعرف بمالك الجلاد .
مصعب : من منا لا يعرفه ؟
عبد الله : لقد استطاع ذلك الخبيث الفرار من قبضة العدالة مرارا ، و أخشى أن يستشري فساده في العاصمة . لذلك فإنني أوكل إليكما مهمة القبض عليه .
صفوان : لا تقلق يا سيدي ؛ سننهي أمره قريبا و لن نسمح له بأن يمارس أعماله القذرة هنا .
عبد الله ( مبتسما ) : إنني أثق بكما ؛ فلقد عهدتكما من أقوى رجالنا و أكثرهم كفاءة . ( يطلعهما على خارطة فيها دائرة حمراء حول مكان ما ) لقد استطاع رجال الأمن السري أن يجدوا المخبأ الذي يتواجد فيه مالك و أتباعه ، و لذلك فلن تجدا صعوبة في مداهمته و القبض عليهم جميعا .
صفوان : أعتقد هذا يا سيدي . متى تريدنا أن نقوم بمداهمة مخبئهم ؟
عبد الله : سأترك لكما أن تخططا في ذلك معا ، فلتكونا مستعدين .
مصعب : كما تريد يا سيدي .
( ينهضان ثم يلقيان التحية العسكرية فيرد العميد عبد الله بمثلها . يطفأ المسرح )
انتهى المشهد الثاني
المشهد الثالث
( يضاء المسرح . يجلس تاجر المخدرات مالك الجلاد في مخبئه و هو يحصي أمواله مع عدد من أتباعه بينما يغلق الآخرون منهم عددا من حقائب المخدرات . يدخن سيجاره ثم يضحك بسخرية بالغة )
مالك : أين هم رجال الأمن ؟ لو كانوا أكفياء كما يدعون لما راجت تجارتي هكذا .
الرجل 1 : لا داعي لكي تخشاهم يا سيدي ؛ فهم جبناء .
مالك : و لم أخشاهم ؟ لا يوجد من يضاهيني في قوتي . ( يخاطب رجاله ) ما دمتم أتباعي فإنني في أمان .
الرجل 2 : إننا مستعدون دائما يا سيدي .
مالك : على أية حال ، متى ستصل هذه الحقائب إلى عملائي ؟
الرجل 2 : بعد ثلاثة أيام .
مالك : إذن ، فلتستمتعوا بإجازاتكم حالما تنجزون عملكم .
الرجل 1 : ولكننا لا ندري إن كان رجال الأمن الوطني سيفسدون خطتنا .
مالك : لا تقلق ؛ فلطالما استطعنا أن نفلت منهم لأنهم عاجزون.
( يدخل أحد أتباع مالك الجلاد و الخوف باد على وجهه )
الرجل 3 : سيدي ، علينا أن نرحل حالا .
مالك : و لماذا ؟ ما الأمر ؟
الرجل 3 : لقد أحاطت بنا قوة كبيرة من رجال الأمن الوطني على حين غفلة .
مالك : ماذا ؟ الويل لهم .
( يسمع مالك و رجاله صوت الرائد صفوان مخاطبا إياهم عبر مكبر الصوت )
صفوان : إلى مالك الجلاد و رجاله ، أخبركم بأنه لا مناص لكم و لا جدوى من عنادكم ؛ فالمكان محاصر من جهاته جميعا . فمن الخير لكم أن تستسلموا و تلقوا أسلحتكم ، و إلا فلا تلومن إلا أنفسكم .
مالك ( بغطرسة ) : فلتفعلوا ما بدا لكم أيها الجبناء ؛ فلن نسلم إليكم أنفسنا.
صفوان : أنصحك بألا تظل مستمرا في غيك يا مالك ، و إلا فلن تكون عاقبتكم محمودة .
مالك ( مخاطبا أتباعه ) : يبدو أن هذا المعتوه لا يعرفني جيدا . اذهبوا إليهم و اقضوا عليهم حتى آخر رجل منهم .
( يخرج أتباع مالك لمواجهة رجال الأمن الوطني ، ثم تحتدم المعركة بين الطرفين . بعد قليل يسود الهدوء ، فيطل مالك من نافذته فلا يرى أحدا . و بينما هو على هذه الحال إذ يفاجأ برجال الأمن الوطني يقتحمون مخبأه ثم يصوبون أسلحتهم تجاهه . يدخل صفوان و مصعب و هما يبتسمان )
صفوان : أهؤلاء أبطالك يا مالك ؟ إنهم ليسوا سوى جبناء متخاذلين مثلك .
( يأمر عددا من رجال الأمن الوطني بفتح الحقائب المغلقة . يقترب مصعب من إحداها ثم يحمل أحد أكياس المخدرات )
مصعب ( مخاطبا مالكا ) : أتظن أن هذه الأوساخ ستغدو سلعة في عاصمتنا ؟
صفوان ( مبتسما ): يبدو أنه لا يدري بم يجيب . ( يخاطب مالكا ) سنرحب بك ضيفا في المكان الذي سيليق بك و بأتباعك .
مالك ( بسخط ) : و من تكون أيها المغرور ؟
صفوان : إنني الرائد صفوان شكري .
مالك : يبدو أننا التقينا أخيرا.
صفوان : هذا صحيح . لم يجرؤ أمثالك أيها الفاسد على إثارة القلق في مدينتنا لأنهم عرفوا أنني لا أتساهل معهم .
مالك : لا تفرح لذلك كثيرا ؛ لأنني سأنال منك .
( يأمر صفوان رجال الأمن الوطني بتكبيل مالك ثم يقتادونه . يطفأ المسرح )
انتهى المشهد الثالث