من طرف الاميرال الأحد أكتوبر 16, 2011 8:11 pm
( المشهد الخامس)
( يحدث هذا المشهد بعد سفر والدي مايكل لأمر يخص أقاربهما . يضاء المسرح حيث يظهر مايكل وحده في غرفته جالسا على كرسي أمام طاولة و هو يكتب و يفكر مهموما . في هذه اللحظة يطرق الباب )
مايكل : من بالباب ؟
دانييل : إنه أنا يا سيدي .
مايكل : تفضل بالدخول يا دانييل. ( يدخل دانييل و بيده كأس فيه مشروب ) هل أوصلت رسالتي إلى كاترين ؟
دانييل : كما طلبت يا سيدي .
مايكل : و هل قرأتها ؟
دانييل : لا أدري يا سيدي . لا بد أنك تشعر بالحزن يا سيدي .
مايكل : لا تذكرني بهذه المآسي يا دانييل أرجوك .
دانييل : أستميحك عذرا يا سيدي .
مايكل : لا عليك . أين أخي ؟
دانييل : لم يعد من عمله بعد .
مايكل : حالما يصل قل له أن يأتيني ؛ لأنني أريده أن يلقي علي النظرة الأخيرة .
دانييل ( مترددا ) : ماذا تريد أن تفعل يا سيدي ؟
مايكل : تريد أن تعرف ؟ حسنا ، عليك أن تعلم أن هذا اليوم هو يومي الذي سأخرج فيه من هذه الحياة التعيسة .
دانييل ( مضطربا ) : أتعني أنك .........؟
مايكل : نعم ، لقد قررت ذلك .
دانييل : أتريد إذن أن تقتل نفسك يا سيدي ؟
مايكل ( بألم ) : نعم ؛ إنني أريد الراحة . و لكنني أتمنى ألا أنالها قبل أن أرى جون و كاترين .
دانييل : كلا يا سيدي ، لا تفعل .
مايكل : إنني عازم على هذا الأمر يا دانييل . و الآن اخرج من غرفتي و اتركني وحيدا ، وإياك أن تنادي أحدا لنجدتي. هل تعدني بذلك يا دانييل ؟ إنك ستلبي لي هذا الطلب ؛ لأنني عهدتك مخلصا لنا طيلة حياتك .
دانييل ( حزينا ) : كما عهدتني يا سيدي ، ولكن اقتلني أولا .
مايكل : كلا يا دانييل ؛ فأنت إنسان نبيل و مخلص .
دانييل : ليرحم الله روحك .
مايكل : أشكرك يا دانييل . أرجوك ، فلتتركني الآن . ( يخرج دانييل ، و يبقى مايكل وحده حزينا متألما. يطفأ المسرح باستثناء حلقة من الضوء على مايكل الذي يبدأ بالكلام ) نعم ، لقد كتب لي الشقاء في حياتي وأحرقني الألم و لبست ثياب الحداد على فراق كاترين ، ولكنني لن أجعلها كفني الأخير . ( يمشي مهموما ) علي أن أنهي معاناتي بيدي هاتين ؛ لأنني لست قادرا على احتمال المزيد.(يمشي من جديد ، ثم يبتسم ابتسامة سرعان ما تختفي على وجهه الحزين) لقد عدت أمشي من جديد، فماذا أفادني ذلك عندما خسرت الفتاة التي أحببت ؟ لا شيء ، و إنما فقدت سعادتي برحيلها عني .( يصمت بحزن و أسى ، و بعد ذلك يصرخ عاليا ) لا ، لا أستطيع أن أحتمل المزيد . إنني أحس بأن نار الجحيم تستعر في قلبي المحطم الحزين ، فتبا للحزن الذي أبى إلا أن يكون معي .( يرفع قارورة صغيرة فيها سم قاتل ) أنت هو خلاصي الآن أيها السم ؛ بقليل منك سأنهي ألمي إلى الأبد . ( يسكب شيئا من السم في الكأس ) و الآن لن يكون بيني و بين فراق هذه الحياة سوى وقت قليل لعلي أرى فيه أخي و حبيبتي ( يحتسي الكأس ، و بعد ذلك يضاء المسرح ثانية . تدخل كاترين إلى غرفة مايكل دون أن يشعر بها ) .
كاترين : إنني هنا يا مايكل . ( لا يلتفت إليها ) .
مايكل : أهذه أنت يا كاترين ؟
كاترين : نعم . أرجوك ، اصفح عني يا مايكل ؛ فلقد صفعتك دون قصد .
مايكل : لا عليك يا كاترين . لقد أحسست تلك الساعة أن يدك أجبرت على ذلك .
كاترين : إنني لا أزال أحبك يا مايكل ؛ لأنك أنت الذي أفكر به .
مايكل ( مبتسما بسخرية): بعد ماذا ؟ بعد أن تحطمت حياتي تقولين هذا؟
كاترين : كلا يا مايكل ؛ إنني حقا أحبك ، و لن أكون لغيرك أبدا .
مايكل : إنني أصدقك ، ولكن الشكوك تفسد علي ما أفكر فيه .
كاترين : أقسم لك يا حبيبي بأنني سأكون معك حتى الموت .
مايكل : كم تمنيت ذلك ، ولكن النحس يلازمني دائما .
كاترين : ماذا تعني ؟
مايكل : أعني أنه لن يكون لي الأمل بعد هذا اليوم و إلى الأبد .
كاترين : ما هذا الذي تقوله ؟
مايكل : لا أقول هذا الكلام لأننا افترقنا حقا . إنني أيضا أحبك ، ولكنني لن أراك بعد هذا اليوم .
كاترين : و لم ؟ أخبرني ما وراءك يا مايكل ؟ أتنوي الرحيل دون أن أودعك ؟
مايكل ( بصوت يخنقه البكاء ) : دعيني الآن من الإجابة .أقرأت رسالتي؟
كاترين : نعم . ولكن أخبرني يا مايكل ، أتريد الرحيل حقا ؟
( يلتفت إليها مايكل و بيده كأس الشراب المسموم حيث يرميه جانبا ) .
مايكل : نعم ، إنني أريد الرحيل إلى العالم الآخر ، حيث لا هموم تشغلني و لا متاعب تطاردني .
كاترين ( خائفة ) : ماذا تقول يا مايكل ؟
مايكل : ما أقوله هو أنني سأرتاح بعد قليل يا كاترين . أرأيت هذا الكأس الذي رميته ؟ إنه كأس السم الذي احتسيته قبل مجيئك . ولكنني أتمنى ألا أموت قبل أن أرى أخي الحبيب أيضا .
كاترين ( تصرخ بلوعة ) : لا ..... لا ( تبكي ) لماذا يا مايكل ؟ لماذا ؟
مايكل ( بحزن ) : لقد فات الأوان يا عزيزتي .
( تتقدم إليه كاترين ثم تمسك بتلابيب ثوبه بشدة . بعد ذلك تسند رأسها على صدره ثم تنظر إلى وجهه بحزن ) .
كاترين ( بحزن و ألم ) : لم فعلت هذا يا مايكل ؟ إنني أحبك .
مايكل : و أنا أيضا . إنني أحس بحبك الذي ملأ قلبي سعادة حلوة ، ولكنها انقلبت إلى مرارة بعد الفراق .
كاترين : لا أصدق أنك ستموت الآن .
مايكل : لقد أردت أن أبني معك حياة رائعة و أن ننجب أطفالا يشبهونك و يشبهونني ، ولكن ذلك تحطم كما لو كان حلما .
كاترين : سأظل أحبك يا مايكل و لن أتزوج غيرك .
مايكل : و أنا جدير بحبك يا عزيزتي . ( في هذه اللحظة يصاب مايكل بأعراض السم ، حيث يرتمي على الأرض متألما ، فتصرخ كاترين طالبة النجدة . في هذه اللحظة يدخل جون مسرعا ) .
جون ( صارخا ) : لا .......لا تمت يا مايكل .
مايكل : أخي جون ، حمدا لله على وصولك .
جون ( و هو يحتضنه باكيا ) : لا ، لم فعلت هذا يا مايكل ؟ فداك روحي .
مايكل ( باكيا بألم ) : فلتهنأ روحك يا جون .
جون : أهكذا تريد الموت في زهرة شبابك ؟
مايكل : لقد عقدت العزم على ما قمت به، وليس الآن أمامي إلا وقت قليل ( يشتد به الألم و يسيل الدم من فمه دلالة على أنه وشك الموت ) .
جون : اصمد يا مايكل ، سوف ننقذك .
كاترين : كن قويا يا حبيبي ، سنحاول و لو كلفنا ذلك حياتي و حياة أخيك .
مايكل : لا تتعبا نفسيكما . ( تظهر بوادر ضعفه النهائي ) أرجوكما، أريد لمس يديكما للمرة الأخيرة ، فلا تحرماني ذلك . ( يمسك يديهما و هو حزين ) لقد كانت رغبتي الأخيرة هي أن أراكما ، وإنني أحمد الله على ذلك . أشكركما من أعماق قلبي كثيرا، يا من أهديكما الآن حبي الخالص.( يموت مايكل ، فتسند كاترين رأسها على صدره باكية بألم ) .
كاترين : يا لحسرتي و ألمي بفراقك يا مايكل . أنا التي سببت لك الألم والشقاء .
( ينهض جون حزينا باكيا ، ثم يخلع قبعته عن رأسه و يضعها على صدره. بعد ذلك يدنو من أخيه ، فيمسح على رأسه برفق ثم يقبله ) .
جون : نعم الأخ كنت يا مايكل . إن حزني عليك لعظيم ، ولكنني أرجو من الله أن تكون قد ارتحت من آلامك إلى الأبد
( انتهت المسرحية الثانية )