من طرف الاميرال الأحد أكتوبر 16, 2011 7:47 pm
( المشهد الأخير )
( يظهر الراوي قائلا : و هكذا فقد قام بايرون بتفيذ ما أوصاه به الحكيم ميغادس ، ثم قام بإعدام العرافة حرقا ، و بعد ذلك عرض الصلح على الملوك الذين كانوا أعداءه فقبلوه شاكرين . فلنكن جميعا شاهدين على أحداث المشهد الأخير )
( يضاء المسرح ، حيث يظهر بايرون و أمه زوجته و الإمبراطور كلوديان و عمته و الحاشية تحيط بهم . يغلب طابع السعادة على وجوه الجميع )
بايرون : لم يمر علي يوم كنت فيه سعيدا مثل هذا اليوم . كم أنا مدين للحكيم ميغادس بالكثير .
كلوديان : إننا سعداء لأجلك أيها الإمبراطور بايرون .
بايرون : أشكرك أيها الإمبراطور كلوديان .
مالموريا : لطالما تمنيت انتهاء الحروب و بدء السلام في ربوع الأرض .
بايرون : إنها اللحظة السعيدة التي انتظرتها يا أمي ؛ لحظة تجعل قلبي يكاد يثب فرحا ( ينظر إلى راشيل ) أرى الدموع تترقرق في عينيك يا عزيزتي. لا شك أنها دموع الفرح .
راشيل : كيف لا يا بايرون ؟ فلقد مللنا الحروب، و ها قد حل السلام بيننا وبين غيرنا، و إنني أتمنى أن يستمر هذا السلام لأعقابنا من بعدنا .
ماري : أنت على صواب يا ابنتي . ( يدخل الحاجب ) .
الحاجب : سيدي الإمبراطور ، إن امرأة في الخارج ترغب برؤيتك و برفقتها طفلها .
بايرون : أدخلها . ( يذهب الحاجب ثم تدخل هذه المرأة و ولدها و يتبين بعد ذلك أنها إيلينا زوجة كيبيرا و ابنه دورين ) إيلينا ؟!
إيلينا : نعم ، إنها أنا أيها الإمبراطور .
بايرون : أما زلت غاضبة علي حتى الآن ؟ ( تبتسم إيلينا ) .
إيلينا : أعلم أن من الصعب علي أن أسامحك لما قمت به بحق زوجي . ولكن علمي بندمك و حزنك على كيبيرا أثر في نفسي ، و لذلك فإنني قد صفحت عنك . ( يبكي بايرون ) إن فقدانه صعب علينا جميعا ؛ فلقد كان أحد حماة هذه الإمبراطورية .
بايرون : نعم ، و لن يغيب ذكره عن بالي حتى موتي .
إيلينا : لقد أوصاك كيبيرا بأن ترعى ابني و تعتني به ، وإنني قد أحببت ذلك ، فكن له أبا حنونا و عوضه عن أغلى ما فقده في حياته .
( تأتي بولدها إلى بايرون الذي ينظر فيه مليا ، فيرى على رأسه العصبة الحمراء التي كان كيبيرا يعصبها على رأسه ، فينتحب باكيا ثم يقبل دورين بحرارة، و بعد ذلك يحتضنه)
بايرون : أنت تذكرني بأبيك الحبيب ، وإنني لأرجو أن تكون مثله.( يخاطب الجميع ) لقد كان كيبيرا و بيشاي و لافوروس من خيرة رجال هذه الإمبراطورية و من أفذاذها . و لو تمنيت شيئا ما تمنيت إلا أن يكونوا أحياء ليشهدوا معي هذا اليوم الرائع .
مالموريا : إنني واثقة من أنهم الآن راضون عنك لما تقوم به .
بايرون : سأبقى محافظا على وعودي لهم ، و سأظل كذلك حتى ذلك اليوم السعيد الذي ألقاهم فيه . ( يدخل الحاجب مرة أخرى ) .
الحاجب : سيدي الإمبراطور ، لقد جاء الملوك مع وفودهم .
بايرون : فليدخلوا . ( يدخلون ، عندئذ يتوجه إليهم بايرون و يعتنقهم ) نحن إخوة منذ الآن.
أحد الملوك : لقد سمعنا بما عرضته علينا و سرنا ذلك .
ملك آخر : بلا شك ؛ ففي هذا العرض حقن للدماء و صون للأرواح .
بايرون ( نادما ) : لقد كنت أعمى لأنني لم أتعلم شيئا من المبادىء التي كان ينادي بها أبي و جدي في الدعوة إلى السلام و نبذ الخلافات التافهة.
ملك آخر : لا بأس أيها الإمبراطور ، فنحن الآن إخوة و أصدقاء .
( يطفأ المسرح حيث يظهر الراوي قائلا : و هكذا فقد تم الإتفاق على السلام بين الإمبراطور بايرون و الملوك الآخرين ، و أصبح الآن يشعر بلذة السعادة التي كان يفتقدها . فلنستمع الآن إلى الإمبراطور بايرون و يلقي خطابا على شعبه ) .
( تسلط حزمة من الضوء على بايرون ، حيث يخاطب شعبه الذي يبدي صمتا ) :ـ
رديارد: أيها الشعب العزيز ... إشكركم مرة أخرى ثانية على ثقتكم الغالية بي ، و أعلم بالمحبة العميقة التي تحملها قلوبكم الطيبة لي ، و لست أنسى أنكم رضيتم بي مجمعين على الوفاء و الطاعة ، و كنتم و ما تزالون الشعب الكبير الذي أحب .
أيها الناس .... إنني أرجو أن تصفحوا عني ؛ فلقد ظننت نفسي أرفع منزلة منكم ولكنني كنت مخطئا ، و أدركت عندئذ أنه لا فضل لي على أحد منكم أبدا ، فاصفحوا عني أيها الطيبون لأنني قصرت في حقكم ، ولكنني سأعمل على إرضائكم كما كنتم تعملون على إرضائي .
و يجب أن أعلمكم بأنني قد مللت الحروب و دواعيها ، و إنني الآن أريد السلام ، ليس لنا فقط بل وللناس جميعا على وجه الأرض ، فلن نعادي أحدا و لن يعادينا أحد . فمنذ اليوم لن تكون حروب و لا خلافات تافهة . بل سيكون السلام رفيقنا إلى الأبد . و لنجعل من ذلك نورا نهتدي به على مر الأيام .
( ينحني بايرون للشعب الذي يصرخ عاليا : عاش الإمبراطور بايرون ... عاش الإمبراطور بايرون ........ )
[center]( انتهت المسرحية )
[/center]